في منتصف النهار، وجدت نفسي وحيدًا بينما كنت أعبر الجسر إلى الجانب الآخر من الطريق. عندما وصلت إلى المنتصف، لاحظت رجلًا بلا مأوى أسود يقترب من الاتجاه المعاكس. في تلك اللحظة، بدا العالم ضيقًا جدًا — كان هو وأنا فقط على الجسر. كلما اقتربنا أكثر، أوقفني الرجل فجأة وطلب المال. شرحت له أنني لا أملك أي شيء، لكن نبرته تغيرت بسرعة — بدأ يطالب بجميع أموالي وهاتفي، عيناه مثبتتان في عيني بحدة مزعجة.

حاولت أن أخطو بعيدًا، لكنه حجب طريقي، رافضًا السماح لي بالمرور. خيّم الخوف عليّ وأنا أتأمل بشرته الداكنة، ملابسه الممزقة، والرائحة الكريهة التي تعلقت به. لكن حتى في تلك اللحظة المتوترة، كنت أعلم أن لدي خيارات. كانت يدي اليمنى تحمل زجاجة ماء، بينما كانت كتفي اليسرى تحمل وزن حقيبتي، التي تحتوي على هاتفي وكاميرتي.

في جيبي الأيسر كانت بعض الأوراق النقدية، والعملات المعدنية ترن في جيبي الأيمن. قدّمت له كل البيزوس الكولومبية التي معى — أقل من 20,000 — من جيبي الأيمن، قائلًا إنها كل ما أملكه. في ذهني، كنت أستعد لأقسى السيناريوهات: إذا رفض السماح لي بالذهاب، سأضربه برأس الزجاجة على رأسه.
حتى شيء بسيط مثل زجاجة ماء يمكن أن يصبح سلاحًا في الأوقات الصعبة. الحمد لله، في النهاية تراجع خطوة جانبية، وابتعدت دون أن أُصاب بأذى.
يبقى هذا هو التجربة الأكثر إيلامًا التي مررت بها خلال وجودي في كولومبيا. كاليفورنيا، المعروفة بأنها واحدة من أكثر مدن البلاد خطورة، تُعتبر تذكيرًا صارخًا بالمخاطر التي يواجهها المسافرون الفرادى يوميًا. اليوم يمثل آخر يوم لي في كولومبيا، وأتمنى أن تأخذ الرياح هذه الذكريات بعيدًا.
مرفق فيديو لي أثناء ممارسة التريكاك في أيام أفضل — قطعة من怀旧 من زمن أكثر هدوءًا.